Admin
Admin
عدد المساهمات : 246
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 22/05/2011
 |  موضوع: العفو والتغافر بين زوجين  الأحد أكتوبر 02, 2011 7:06 pm | |
| الإنسان ليس مَلَكاً معصوماً من الخطأ، بل يصيب ويخطئ في حق الله، وفي حق عباده؛ فلا حل لذلك إلا بالتوبة إلى الله، والعفو والمسامحة بين عباده، قال الشافعي رحمه الله:
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى *** وفارق ولكن بالتي هي أحسن
والعفو مطلوب مع الناس جميعاً، ولكن أولى الناس به أقرب الناس إليك، وأكثر من تجتمع بهم، وتخالطهم، ومن ذلك: الزوجان، فهما من أقرب الناس إلى بعضهما، وأكثرهما اجتماعا، وخلطة؛ فلابد لهما من التحلي بهذا الخلق النبيل، حتى يحل ببيتهما السلام، ويملأ قلوبهما الوئام، ويقيهما من التصدع والانهدام، ويحقق بينهما التآلف والانسجام.
ولمِا لهذا الخلق من أهمية فقد أعلى الله من شأنه، ورغب فيه، فقال ناصحا لنبيه عليه الصلاة والسلام: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ}[الأعراف:199)]، وقال: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}؟[النور:22)]، وبين النبي عليه الصلاة والسلام أن الله رفع قدر العافين، فقال: (ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً)[رواه مسلم].
وكما قلنا إن الإنسان يخطئ ويصيب، وكثيراً ما تحدث الأخطاء بين أكثر الناس اجتماعا وخلطة، وفي مقدمة ذلك الزوجان، فلابد لهما من المسامحة، وغفر الزلات، فقد جرى بين ابن السماك وصديق له كلام، فقال له صديقه: "الميعاد غداً نتعاتب" فقال: "بل الميعاد غداً نتغافر"[الفتوة، ص(30)محمد بن الحسين النيسابوري].
وأن يسعيا في إرضاء بعضهما بعضا؛ قال أبو الدرداء لأم الدرداء: "إذا غضبت فرضيني، وإذا غضبت رضيتك، فإذا لم نكن هكذا ما أسرع ما نفترق"[روضة العقلاء ونزهة الفضلاء(72)].
وإذا أخطأ أحدهما على الآخر مرة فليحتمل ذلك منه، قال ابن عثيمين: "إذا أساءت –أي الزوجة -مثلاً في ردها عليك مرة، لكنها أحسنت إليك مرات، أساءت ليلة لكنها أحسنت ليالي، أساءت في معاملة الأولاد مرة، لكن أحسنت كثيراً. . وهكذا. فأنت إذا أساءت إليك زوجتك لا تنظر إلى الإساءة في الوقت الحاضر، ولكن انظر إلى الماضي وانظر للمستقبل واحكم بالعدل... وإذا غلب الإحسان على الإساءة؛ فالحكم للإحسان"[شرح رياض الصالحين(3/123)].
والله الموفق!.
| |
|
اليومية