Admin Admin
عدد المساهمات : 246 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 22/05/2011
| موضوع: وسائل فعاله للتأثير على القلوب وكسب محبة الآخرين الأحد يونيو 19, 2011 12:26 am | |
| 11وسيلة للتأثير على القلوب
هذه سهام لصيد القلوب، أعني تلك الفضائل التي تستعطف بها القلوب،وتستر بها العيوب وتستقال بها العثرات، وهي صفات لها أثر سريع وفعّالعلى القلوب، فإليك أيها المحب سهاماً سريعة ما أن تطلقها حتى تملك بها القلوبفاحرص عليها، وجاهد نفسك على حسن التسديد للوصول للهدف واستعن بالله.
الابتسامة قالوا هي كالملح في الطعام، وهيأسرع سهم تملك به القلوب وهي مع ذلك عبادة وصدقة، ( فتبسمك في وجه أخيك صدقة ) كمافي الترمذي، وقال عبد الله ابن الحارث ( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول اللهصلى الله عليه وسلم).
البدء بالسلام
سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسطالوجه والبشاشة، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف، وهو أجر وغنيمة فخيرهم الذي يبدأبالسلام،قال عمر الندي (خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيراً ولا كبيراً إلا سلمعليه)، وقال الحسن البصري (المصافحة تزيد في المودة) والنبي صلى الله عليه وسلميقول ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ). وفي الموطأأنه صلى الله عليه وسلم قال : ( تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء ) قال ابن عبد البر هذا يتصل من وجوه حسان كلها.
الهدية
ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمعوالبصر والقلب، وما يفعله الناس من تبادل الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محمودبل ومندوب إليه على أن لا يكلف نفسه إلا وسعها، قال إبراهيم الزهري (خرّجت لأبيجائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت، فقال لي تذكّر هل بقي أحد أغفلناه؟ قلت لا قال بلى رجل لقيني فسلم علي سلاماً جميلاً صفته كذا وكذا، اكتب له عشرةدنانير) انتهى كلامه. انظروا أثّر فيه السلام الجميل فأراد أن يرد عليهبهدية ويكافئه على ذلك.
الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع
وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام فيالمجالس، وإياك وتسيد المجالس وعليك بطيب الكلام ورقة العبارة (فالكلمة الطيبةصدقة) كما في الصحيحين، ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى معالأعداء فضلاً عن إخوانك وبني دينك، فهذه عائشة رضي الله عنها قالت لليهود ( وعليكمالسام واللعنة) فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مهلاً يا عائشة فإنالله يحب الرفق في الأمر كله) متفق عليه، وعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : ( عليك بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما تجملالخلائق بمثلهما ) أخرجه أبو يعلى والبزار وغيرهما. قد يخزنُ الورعُ التقيلسانه …… حذر الكلام وإنه لمفوه
حسن الاستماع وأدب الإنصات
وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لايقطع الحديث حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناسوأعجبوا به بعكس الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة، واسمع لهذا الخلق العجيب عنعطاء قال : ( إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أنيولد).
حسنالسمت والمظهر
وجمالالشكل واللباس وطيب الرائحة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله جميليحب الجمال ) كما في مسلم. وعمر ابن الخطاب يقول ( إنه ليعجبني الشاب الناسكنظيف الثوب طيب الريح )، وقال عبد الله ابن أحمد ابن حنبل ( إني ما رأيت أحداًأنظف ثوبا و لا أشد تعهدا لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوباوأشده بياضا من أحمد ابن حنبل).
بذل المعروف وقضاء الحوائج
سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيبصوره الشاعر بقوله: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم … فطالما استعبد الإنسانَإحسانُ بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أحبُ الناس إلى الله أنفعهم للناس ) والله عز وجل يقول { وأحسنوا إن الله يحبالمحسنين }. إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتى …….. مملوك لكل رفيق وكن مثل طعمالماء عذبا وباردا ……… على الكبد الحرى لكل صديق عجباً لمن يشتريالمماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه، ومن انتشر إحسانه كثرأعوانه.
بذل المال
فإن لكل قلب مفتاح، والمال مفتاحلكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه خشية أن يكبه الله في النار ) كما في البخاري. صفوان ابن أمية فر يوم فتح مكة خوفا من المسلمين بعد أن استنفذ كل جهودهفي الصد عن الإسلام والكيد والتآمر لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعطيهالرسول صلى الله عليه وسلم الأمان ويرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب منهأن يمهله شهرين للدخول في الإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لكتسير أربعة أشهر، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين والطائفكافراً، وبعد حصار الطائف وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر في الغنائم يرىصفوان يطيل النظر إلى وادٍ قد امتلأ نعماً وشاء ورعاء. فجعل عليه الصلاةوالسلام يرمقه ثم قال له يعجبك هذا يا أبا وهب؟ قال نعم، قال له النبي صلى اللهعليه وسلم هو لك وما فيه. فقال صفوان عندها : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلانفس نبي، اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. لقد استطاعالحبيب صلى الله عليه وسلم بهذه اللمسات وبهذا التعامل العجيب أن يصل لهذا القلببعد أن عرف مفتاحه. فلماذا هذا الشح والبخل؟ ولماذا هذا الإمساك العجيب عندالبعض من الناس؟ حتى كأنه يرى الفقر بين عينيه كلما هم بالجود والكرم والإنفاق.
إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم
فما وجدت طريقاأيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه، فأحسن الظن بمن حولك وإياك وسوء الظن بهم وأنتجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم، فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب،واسمع لقول المتنبي: إذا ساء فعل المرءِ ساءت ظنونه …… وصدق ما يعتاده منتوهم عود نفسك على الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال ابن المبارك ( المؤمن يطلبمعاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم ).
أعلن المحبة والمودة للآخرين
فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلةخاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم يصيب القلب ويأسر النفس ولذلك قال صلى اللهعليه وسلم ( إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه ) كما في صحيحالجامع، وزاد في رواية مرسلة ( فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة)، لكن بشرطأن تكون المحبة لله، وليس لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب والمال، والشهرة والوسامةوالجمال، فكل أخوة لغير الله هباء، وهي يوم القيامة عداء (الأخلاء يومئذ بعضهملبعض عدو إلا المتقين) والمرء مع من أحب كما قال صلى الله عليه وسلم - يعني يوم القيامة -، إذا فإعلان المحبة والمودة من أعظم الطرقِ للتأثير علىالقلوب. فإما مجتمع مليء بالحب والإخاء والائتلاف، أو مجتمع مليء بالفرقةوالتناحر والاختلاف، لذلك حرص صلى الله عليه وسلم على تكوين مجتمع متحاب فآخىبين المهاجرين والأنصار، حتى عرف أن فلانا صاحب فلان، وبلغ ذلك الحب أن يوضعالمتآخيين في قبر واحد بعد استشهادهما في إحدى الغزوات.، بل أكد صلى الله عليهوسلم على وسائل نشر هذه المحبة ومن ذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه (لا تدخلواالجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموهتحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) كما في مسلم. وللأسف، فالمشاعروالعواطف والأحاسيس الناس منها على طرفي نقيض ، فهناك من يتعامل مع إخوانهبأسلوب جامد جاف مجرد من المشاعر والعواطف، وهناك من يتعامل معهم بأسلوب عاطفي حساسرقيق ربما وصل لدرجة العشق والإعجاب والتعلق بالأشخاص. والموازنة بين العقلوالعاطفة يختلف بحسب الأحوال والأشخاص، وهو مطلب لا يستطيعه كل أحد لكنه فضلالله يؤتيه من يشاء.
المداراة
فهل تحسن فن المداراة؟ وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة؟ روىالبخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ( أن رجلا استأذن على النبيصلى الله عليه وسلم، فلما راءه قال بئس أخو العشيرة، فلما جلس تطلق النبي صلى اللهعليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل، قالت له عائشة يا رسول اللهحين رأيت الرجل قلت كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله صلىالله عليه وسلم، يا عائشة متى عهدتني فاحشاً؟ إن شر الناس عند الله منزلة يومالقيامة من تركه الناس لقاء فحشه) قال ابن حجر في الفتح (وهذا الحديث أصلفي المداراة) ونقل قول القرطبي ( والفرق بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذلالدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا، وهي مباحة وربما استحبت،والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا ). إذا فالمداراة لين الكلام والبشاشةللفساق وأهل الفحش والبذاءة، أولاً اتقاء لفحشهم، وثانيا لعل في مداراتهمكسباً لهدايتهم بشرط عدم المجاملة في الدين، وإنما في أمور الدنيا فقط، وإلاانتقلت من المداراة إلى المداهنة فهل تحسن فن المداراة بعد ذلك؟ كالتلطفوالاعتذار والبشاشة والثناء على الرجل بما هو فيه لمصلحة شرعية، وقد روي عنالنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( مداراة الناس صدقة ) أخرجه الطبراني وابنالسني، وقال ابن بطال ( المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس، وتركالإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة) المصدر : بتصرفمن شريط طريقنا للقلوب جزى الله كل خير من قام بنقلة | |
|