قال الملك ذات يوم لندمائه : هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي فقالوا : نعم عمرو بن كلثوم ، قال : ولم ذلك ؟ قالوا : لأن أباها مهلهل بن ربيعة وعمها كليب وائل أعز العرب وبعلها كلثوم بن مالك بن عتاب أفرس العرب وابنها عمرو بن كلثوم سيد من هو منه ، فأرسل الملك إلى عمرو بن كلثوم يستزيره ويطلب أن يزير أمه ....فلما كانت أمه عند أم الملك ( وأم الملك هي هند عمة امرئ القيس الشاعر )قالت أم الملك لها يا ليلى ناوليني ذالك الطبق فردت عليها : لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها فلما ألحت عليها صاحت ليلى : واذلاه يا تغلب فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه فقام إلى سيف معلق في الرواق ليس هناك سيف غيره فضرب به رأس الملك فقام ومن معه فسار نحو الجزيرة وعندها يقول :
بأيَّ مشيةٍ عمرو بن هندٍ ** تطيع بنا الوشاة وتزدرينا
تهددنا وأوعِدنا رويداً ** متى كنا لأمك مقتوينا
معلقة عمرو بن كلثوم
ألا هُـبَّي بِصَحْنِكِ iiفاصْبَحِينا ولا تُـبْقِي خُـمورَ iiالأنْدَرِينا
مُـشَعْشَعَةً كَـأنَّ الحُصَّ iiفِيها إذا مـا الماءُ خَالَطَها iiسَخِينا
تَـجُورُ بِذي الُّلبانَةِ عَنْ iiهَواهُ إذا مـا ذَاقَـها حَـتَّى iiيِـلِينا
تَرَى الَّلحِزَ الشَّحيحَ إذا iiأُمِّرَتْ عَـلَيِهِ لِـمالِهِ فِـيها مُـهِينا
صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ iiعَمْرٍو وكـانَ الكَأْسُ مَجْراها iiالَيمِينا
ومَـا شَـرُّ الثَّلاثَةِ أُمَّ iiعَمْرٍو بِـصاحِبِكِ الذي لا تَصْبَحِينا
وكَـأْسٍ قَـدْ شَرِبْتُ iiبِبَعَلْبَكٍ وأُخْرَى في دِمَشْقَ وقاصِرِينا
وإنَّـا سَـوْفَ تُدْرِكُنا iiالمَنايَا مُـقَـدَّرَةً لَـنـا iiومُـقَدَّرِينا
قـفِي قَـبْلَ التَّفَرُّقِ يا iiظَعِينا نُـخَبِّرْكِ الـيَقِينَ iiوتُـخْبِرِينا
قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً لِـوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ iiالأَمِينا
بِـيَوْمِ كَـرِيهَةٍ ضَرْباً iiوَطَعْناً أَقَـرَّ بِـها مَـوَالِيكِ iiالعُيُونا
وإنَّ غَـداً وإنَّ الـيَوْمَ رَهْنٌ وبَـعْدَ غَـدٍ بِـما لا iiتَعْلَمِينا
تُـرِيكَ إذا دَخَلْتَ عَلَى iiخَلاءٍ وقَـدْ أَمِنَتْ عُيونَ iiالكَاشِحِينا
ذِراعَـيْ عَـيْطَلٍ أَدْماءَ iiبِكْرٍ هِـجانِ الـلَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِينا
وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ iiرَخْصاً حَـصَاناً مِنْ أَكُفِّ iiاللاَّمِسِينا
ومَـتْنَىْ لَدْنَةٍ سَمَقَتْ iiوطَالَتْ رَوَادِفُـها تَـنُوءُ بِـما iiوَلِينا
ومَـأْكَمَةً يَضِيقُ البابُ iiعَنْها وكَـشْحاً قَدْ جُنِنْتُ بِه iiجُنونَا
وسـارِيَتَيْ بِـلَنْطٍ أوْ iiرُخـامٍ يَـرِنُّ خَـشاشَ حُلَيْهِما iiرَنِينا
فَـمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ iiسَقْبٍ أَضَـلَّتْهُ فَـرَجَّعَتِ iiالـحَنِينا
ولا شَـمْطاءُ لَمْ يَتْرُكْ iiشَقَاها لَـها مِـنْ تِـسْعَةٍ إلاَّ iiجَنِينا
تَـذَكَّرْتُ الصِّبْا واشْتَقْتُ iiلَمَّا رَأَيْـتُ حُمُولَها أُصُلاً iiحُدِينا
فَأَعْرَضَتِ اليَمامَةُ iiواشْمَخَرَّتْ كَـأَسْيافٍ بِـأَيْدِي iiمُـصْلِتِينا
أبَـا هِـنْدٍ فَـلا تَعْجَلْ iiعَلَيْنا وأَنْـظِرْنَا نُـخَبِّرْكَ iiالـيَقِينا
بِـأَنَّا نُـورِدُ الرَّايَاتِ iiبِيضاً ونُـصْدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ iiرَوِينا
وأَيَّــامٍ لَـنا غُـرٍّ iiطِـوالٍ عَـصَيْنا المَلْكَ فِيها أنْ iiنَدِينا
وسَـيِّدِ مَـعْشَرٍ قَـدْ iiتَوَّجُوهُ بِتاجِ المُلْكِ يَحْمِي iiالمُحْجَرِينا
تَـرَكْنا الـخَيْلَ عاكِفَةً iiعَلَيْهِ مُـقَـلَّدَةً أَعِـنَّـتَها iiصُـفُونا
وأَنْـزَلْنا البُيُوتَ بِذي iiطُلُوحٍ إِلَى الشَّاماتِ تَنْفِي iiالمُوعِدِينا
وقَـدْ هَرَّتْ كِلابُ الحَيِّ iiمِنَّا وشَـذَّبْنَا قَـتَادَةَ مَـنْ iiيِـلِينا
مَـتَى نَـنْقُلْ إلى قَوْمٍ iiرَحَانَا يَـكُونُوا في اللِّقاءِ لَها iiطَحِينا
يَـكُونُ ثِـفَالُها شَـرْقِيَّ iiنَجْدٍ ولَـهْوَتُها قُـضاعَةَ iiأَجْمَعِينا
نَـزَلْتُمْ مَـنْزِلَ الأضْيافِ iiمِنَّا فَـأَعْجَلْنا القِرَى أنْ iiتَشْتِمُونا
قَـرَيْـناكُمْ فَـعَجَّلْنا قِـرَاكُمْ قُـبَيْلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً iiطَحُونا
نَـعُمُّ أُنَـاسَنا ونَـعِفُّ عَنْهُمْ ونَـحْمِلُ عَـنْهُمُ مَـا iiحَمَّلُونا
نُطاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ iiعَنَّا ونَضْرِبُ بِالسُّيوفِ إذا iiغُشِينا
بِـسُمْرٍ مِـنْ قَنا الخَطِّيِّ iiلَدْنٍ ذَوَابِـلَ أوْ بِـبِيضٍ يَـخْتَلِينا
كَـأَنَّ جَـمَاجِمَ الأبْطَالِ iiفِيها وُسُـوقٌ بِـالأماعِزِ iiيَرْتَمِينا
نـشقُّ بها رُءُوسَ القوم iiشَقّاً ونَـخْتِلبُ الـرِّقابَ iiفَتَخْتَلينا
وإنَّ الضِّغْنَ بَعْدَ الضِّغْنِ iiيَبْدُو عَـلَيْكَ ويُخْرِجُ الدَّاءَ iiالدَّفِينا
وَرِثْـنا المَجْدَ قَدْ عَلِمْتَ iiمَعَدٌّ نُـطاعِنُ دُونَـهُ حَـتَّى iiيَبِينا
ونَـحْنُ إذا عِمادُ الحَيِّ iiخَرَّتْ عَنِ الأَحْفاضِ نَمْنَعُ مَنْ iiيِلِينا
نَـجُذُّ رُءُوسَـهَمْ في غَيْرِ iiبِرٍّ فَـمَا يَـدْرُونَ مـاذَا يَـتَّقُونا
كَـأَنَّ سُـيوفَنَا فِـينَا iiوفِيهِمْ مَـخَارِيقٌ بِـأَيْدِي iiلاعِـبِينا
إذا مَـا عَـيَّ بِالإِسْنافِ iiحَيٌّ مِـنَ الهَوْلِ المُشَبَّهِ أنْ iiيَكُونَا
نَـصَبْنا مِثْلَ رَهْوَةَ ذاتَ iiحَدٍّ مُـحَافَظَةً وكُـنَّا iiالـسَّابِقِينا[b]