Admin Admin
عدد المساهمات : 246 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 22/05/2011
| موضوع: الجرار صناعة تراثية تقاوم حرارة الطقس بتبريد الماء وتطييب طعمه الجمعة أكتوبر 07, 2011 6:07 pm | |
|
يطلق على الآنية الفخّارية الأثرية اسم “الزير” أو “الجرّة”، وبعضهم يسميها “الحبّانة” أو “الكوز”، وتختلف التسمية من منطقة لأخرى في الوطن العربي، وكذلك حسب اختلاف حجم الآنية حيث يوجد منها الكبير والصغير بأشكال متعددة، غير أنها كلّها تستخدم لحفظ الماء النقي بغرض استخدامه الشرب. ويتميز الماء المحفوظ في “الزير” بنكهة أخرى تختلف عن الماء المحفوظ في آنية زجاجية أو بلاستيكية، كما أنه يكتسب البرودة تلقائياً دون أن يتصل بطاقة كهربائية مباشرة، لذلك فقد كان شائع الاستخدام قديماً لا سيما في المناطق الحارة.
آنية تراثية
ما تزال الجرار الفخارية تحظى بالتقدير والاحترام لدى كثير من الناس باعتبارها آنية تراثية جميلة الشكل، ومنبعا للماء الصافي الأصيل المبرّد طبيعيا، وذلك على الرغم من اكتشاف الكهرباء واختراع الثلاجات وأجهزة التبريد المختلفة. وينصح صالح بخيت، وهو صانع وبائع للأواني الفخارية، بعدم وضع الثلج مع الماء الموجود داخل الجرّة كي تبقى مساماتها مفتوحة ولا يصيبها تكلّس أو انسداد، خاصة أن الماء يبرد داخلها تلقائيا.
وحول الصناعة الفخارية، يقول بخيت إنها صناعة تراثية قديمة كانت تجيدها النساء على وجه خاص فيما مضى، حيث كانت تصنع من الطين جميع أنواع الأواني بهدف استخدامها لأغراض منزلية، أما بالنسبة للجرار فقد استخدمت بشكل كبير سواء لحفظ الماء أو لتخزين الزيت والعسل لأوقات طويلة.
طريقة الصنع
ويضيف أن صناعة الفخار من الحرف التقليدية المهمة والتي عرفت منذ آلاف السنين، حيث استخدمت في عدة أغراض منها طهي الطعام وحفظ المياه، وغيرها، مشيرا إلى أن هذه الصناعة موجودة في مناطق كثيرة من دول الخليج، أما محليّاً فتتركز بشكل خاص في منطقة رأس الخيمة، حيث تستخدم في صناعتها أنواع متعددة من الطين، يتم جلبها من الجبال القريبة من وادي شمل، من بينها الطين الأحمر والطين الأخضر والطين الأصفر، ويتم خلطها مع بعضها بنسب معينة.
يقول بخيت إنه في السابق كان حرفي الفخار يقوم بعمله في ورش صغيرة قد تكون في المنزل، من حيث الإعداد والتحضير، والصنع، والتوليف، والحرق، لكن بعد أن زادت كثافة العمل احتاج الحرفي لمن يساعده حتى يتمكن من تلبية الطلبات وزيادة الإنتاجية، فأصبح العمل يتم في ورش كبيرة ويقوم به أكثر من شخص، وقد أدى ذلك إلى توزيع العمل وفقاً لكل مرحلة.
وتتم طريقة إعداد الفخار، بحسب بخيت، بعد جلب الطين من مكان وجوده إلى الورشة، ثم يعمل على ضربه بواسطة عصا “القصار”، وذلك لتنعيمه مما يساعد على نخله، وبعد ذلك يكون جاهزاً لعملية الصنع، مضيفا أن العملية تتم في بركة دائرية الشكل نصف قطرها متر ونصف المتر بجوارها ثلاث برك مستطيلة الشكل، ويتم وضع 35 جفيرا من الطين الأحمر و65 من الطين الأبيض والأخضر، ويصب عليها الماء ثم يترك لمدة ساعتين، وبعدها يأتي العمال وينزلون إلى داخل البركة الدائرية التي بها الماء والطين لعملية الخلط واستخراج الشوائب من الطين بواسطة “المشخال”، وعند التأكد من عدم وجود أي شوائب في الطين يتم وضع “المصفاة” على فتحة في البركة كي يتم توزيع ما بها على البرك الثلاث الأخرى، وتتصل البرك الثلاث بواسطة فتحات مع بعضها بعضاً، ويترك الطين حتى يتماسك، ثم يأخذ الصناع منه ما يريدون، ويقومون بتشكيله بالشكل المناسب.
| |
|