Admin
Admin
عدد المساهمات : 246
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 22/05/2011
 |  موضوع: ما حكم المغالاة بالمهور  الإثنين أكتوبر 03, 2011 6:36 pm | |
| كما هو معلوم أن الشرع الحنيف حث على تخفيف المهر وتيسيره ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ النِّكَاحِ أَيْسَرُهُ )[رواه ابن حبان، وصححه الألباني]، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَسَكِّنُوا وَلَا تُنَفِّرُوا )، وهذا عام في كل شيء، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني تزوجت امرأة من الأنصار، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( هَلْ نَظَرْتَ إِلَيْهَا ؟ فَإِنَّ فِي عُيُونِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا " ، قَالَ : قَدْ نَظَرْتُ إِلَيْهَا ، قَالَ : " عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا ؟ " ، قَالَ : عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ ، فقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ ، كَأَنَّمَا تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هَذَا الْجَبَلِ ، مَا عَنْدَنَا مَا نُعْطِيكَ وَلَكِنْ عَسَى أَنْ نَبْعَثَكَ فِي بَعْثٍ تُصِيبُ مِنْهُ) [رواه مسلم].
يقول الإمام ابن باز رحمه الله: "لا ريب أن السنة عدم التكلف في المهور والولائم؛ من أجل تسهيل زواج الشباب والفتيات، وأن يتواصى أهل الزوج وأهل الزوجة بترك التكلفة، وبقلة المهور؛ تشجيعاً للشباب على الزواج" [مجموع فتاوى ابن باز(3 / 448)].
فالمغالاة في المهور عقبة عُظمى في وجه الشباب ، أدى بكثير منهم إلى العيش سنوات لجمع الأموال حتى يحصل المهر، والبعض منهم بلغ سن الأربعين بدون زوجة ، وهذا فيه تعسير عليهم ومخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، تقول اللجنة الدائمة: "لا ينبغي المغالاة في المهور؛ لأن ذلك يعسر الزواج ، ويشق على الناس" [فتاوى اللجنة الدائمة (19/73)].
ولا يخفي ما سببته المغالاة في المهور من المفاسد العظيمة ، فكم من حرة مصونة منعها وليها الزواج ، طمعاً في المال، فلجأت لداعي الهوى والشيطان فجرت العار والخزي على نفسها ، وعلى أهلها، وعشيرتها مما ارتكبته من المعاصي التي تسبب غضب الرحمن!!
وكم من شاب عجز أمام هذه التكاليف التي ما أنزل الله بها من سلطان ، فاجتالته الشياطين وجلساء السوء حتى أضلوه وأوردوه موارد الهلاك والخسران.
وكما هو معلوم أن الشريعة الإسلامية جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، ودرء المفاسد، ولو لم يكن في السعي في تقليل المهور إلا سد الذرائع المسببة في فعل المحرمات لكفى.
| |
|
اليومية