Admin Admin
عدد المساهمات : 246 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 22/05/2011
| موضوع: دعها تشاركك همومك السبت أكتوبر 01, 2011 1:46 am | |
| عندما تحل بك المصائب، وتحيط بك الخطوب من كل جانب، وتغرقك الغُموم وتكثر عليك الهُموم؛ فعليك أن تلجأ إلى مولاك، وتنطرح بين يديه، وتبث شكواك إليه؛ كما فعل أنبياء الله ورسله؛ فهذا نبي الله يوسف عليه السلام لما فقد بنيه: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}[يوسف: 86]. إذا أرهقتك هموم الحياة *** ومسك منها عظيم الضرر وذقت الأمرين حتى بكيت *** وضج فؤادك حتى انفجر وسدت بوجهك كل الدروب *** وأوشكت تسقط بين الحفر فيمم إلى الله في لهفة *** وبث الشكاة لرب البشر وبعد شكواك تلك الهموم إلى مولاك لا بأس أن تبث ما في صدرك إلى من تأنس منه المواساة لك والشعور بهموك، إنها أقرب الناس إليك ، وأشدهم حبا لك؛ إنها زوجتك، شريكة حياتك، فاجعلها تشاركك همومك، وتواسيك في مصابك، وتتوجع لما حل بك، قال الشاعر: ولا بد من شكوى إلى ذي قرابةٍ *** يواسيكَ أو يُسْليكَ أو يتوجّعُ فشكواك لها ما أهمك، ومشاركتها لك في ذلك؛ يخفف عنك همك، ويسليك فيما أصابك؛ فهذا نبيك محمد صلى الله عليه وسلم لما أصابه خوف شديد، في حادثة نزول الوحي عليه؛ عاد مسرعا إلى زوجته خديجة رضي الله عنها، وفؤاده يرجف، فقال: ((زملوني زملوني)) فزملوه حتى ذهب عنه الروع؛ ثم أخبرها بما حدث له، وقص عليها قصته، فقال لها: (لقد خشيت على نفسي) فقالت خديجة: "كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" فعملت هذه المرأة المباركة على تسليته، وهدأت من روعه، وشاركته فيما أهمه؛ وسعت في مواساته. وهكذا قصته عليه الصلاة والسلام في الحديبية، فقد أمر الناس بحلق رؤوسهم، فلم يستجب لذلك أحد، قال راوي الحديث: "فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة" زوجته مهموما مغموما، فسألته عن ذلك، فأخبر بسبب ذلك؛ فقال: "فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله، أتحب ذلك، اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة، حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا، فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما"[رواه البخاري]. فإذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في شخصيته ومكانته قد لجأ إلى زوجه ليشكو إليها همه وحزنه فنحن أحوج إلى ذلك . فدع زوجتك تشاركك همومك، وتواسيك في مصابك.
| |
|