العدل.............

العدل أساس أي حكم، به قامت السماوات والأرض، وعليه تستقيم الشؤون، وما زال عن مجتمع إلا انهدم بنيانه، وتهاوت أركانه، وأساس المجتمع الأسرة الكريمة، زوج وزوجة وأولاد، وراعيهم هو المخاطب بالعدل فيما بينهم على سبيل الأولوية، فيعدل الزوج في تعامله مع زوجته، ويعدل بين زوجاته إن كان معدداً فإن خشي أن لا يعدل فيقتصر على واحدة، قال تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} "أي: فإن خشيتم من تعداد النساء ألا تعدلوا بينهن، كما قال تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} [النساء: 129] فمن خاف من ذلك فيقتصر على واحدة. [تفسير ابن كثير: (2/212)].
ويعدل بين أولاده في العطية فلا يحيف فيها فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، حين جاءه والد النعمان بن بشير فقال: إني نحلت ابني هذا غلاما فقال: (أكل ولدك نحلت مثله). قال: لا، قال: (فأرجعه) [صحيح البخاري: برقم: (2586)].
وإن لم تعمر الأسرة بروح العدالة هدمها معول الظلم والحيف والجور، وتطايرت الشكاوي من كل نافذة وحلقت المظالم والمشكلات على سطح المنزل، ترمي على الأولاد صخور الصخب وحجارة الصياح، فما ترى إلا جروحا في قلوب الأولاد، ودماً نازفاً من عيون الأطفال، فبيت لا عدل فيه ضياع كله.