استوصوا بالنساء خيرا

إن ما حفظه الإسلام للمرأة من حقوق أمر يحق للمسلمة أن تفخر به دون غيرها، فمع أن دينها يأمرها بأوامر تجاه زوجها، ويفرض عليها واجبات لابد أن تؤديها فإنه قد أوجب لها حقوقاً، وشرع على الرجال حسن معاملتها، وحسن معاشرتها؛ لأن المرأة بطبيعتها التي خلقت عليها قد لا توفي بما عليها من الواجبات، أو لا تقوم بها على الوجه المطلوب؛ لأنها مخلوقة من ضلع أعوج، فلا بد أن يكون في تصرفاتها شيء من العوج والنقص، ولله في هذا الاعوجاج من الحكمة ما لم يتفطن له الكثير فالاستمتاع بالمرأة في اعوجاجها فهو ملح الحياة، ولكن المطلوب منك أيها الزوج أن تتعلم كيف تتكيف مع هذا الاعوجاج ، فلو كانت المرأة كالرجل في العقل والمنطق والتفكير لما كان هذا مزية يرغب فيها الرجال ألم تسمع قوله - صلى الله عليه وسلم – : ( تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك )، ولم يقل لاكتمال عقلها؛ إذن أيها الزوج الكريم هذه الصفة الخلقية وهي الاعوجاج هي رغبتك فحققها الله لك فلا بد أن تعتني بها .
المرأة أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم خيراً، فقال: ((استوصوا بالنساء خيراً)) [البخاري، ومسلم]، فالنبي عليه الصلاة والسلام يوصي الرجال بعضهم بعضاً بالنساء، بأن يقبلوا تلك الوصايا، ويعملوا بها؛ لأن التعامل مع المرأة هو تعامل مع الرقة والعاطفة، تعامل مع أمثال القوارير، تعامل مع أسيرة عند الزوج، ((فإنما هن عوان عندكم)) [الترمذي (1163)، وحسنه الألباني] أي أسيرات عندكم، فأين هذا الكلام ممن لا يعرف إلا لغة الضرب؟ وأين هو ممن يبخل في النفقة مما هو ضروري وهو قادر؟ أين المعاشرة بالمعروف؟ أين المودة والرحمة؟ ألم يقل خير الناس لأهله: ((خيرُكم خيركم لأهله)) [الترمذي، وصححه الألباني]؟ فخير الرجال من أحسن إلى النساء بحسن المعاملة، وتحمل الزلات، وتعليمهن أمور دينهن، حتى تخرج لنا تلك الدرة لآلئ وألماس ممن يرفعون رأس الأمة، ويعلون قدرها.